إعترافات رجل .. علاقات عامة
هل سمعتم عن الامتناع عن قول الحقيقه أو بمعنى آخر إن ذكرت فتكون بدبلوماسيه .. هذا هو واقع إدارات العلاقات العامة في الكثير من القطاعات والهيئات على مستوى العالم .
للتوضيح قبل الخوض في الموضوع فإن العلاقات العامة هدفها الرئيسي تحسين سمعة الهيئة أو القطاع التي توجد به وعرفتها جمعية العلاقات العامة الأمريكية بأنها : (نشاط في أي صناعة أو اتحاد أو هيئة أو مهنة أو حكومة أو أية منشأة أخرى تهدف إلى بناء وتدعيم علاقات سليمة بينها وبين فئة من الجمهور کالعملاء والموظفين أو المساهمين والعمل على تكييف المؤسسة حسب الظروف البيئية المحيطة وشرح المؤسسة للمجتمع ).
وهي الناتج النهائي للإنطباعات الذاتية التي تتكون عند الأفراد نحو الشركة وتتكون هذه الإنطباعات من خلال التجارب المباشرة وغير المباشرة, وترتبط هذه التجارب بعواطف الأفراد واتجاهاتهم.
وتكون هذه الانطباعات (الصورة الذهنية) التي تتكون عند الأفراد نحو الهيئة أو المنشأة وتتكون هذه الإنطباعات من خلال التجارب المباشرة وغير المباشرة وترتبط هذه التجارب بعواطف الأفراد واتجاهاتهم.
من هنا يمكن ان يعرف الكثير من العامة عن مصطلح العلاقات العامة ولكنهم لايعرفون ماهيتها .
وبدون شك نقصد بالافراد هنا الجمهور الداخلي وهم منسوبي المنشأة والجمهور الخارجي وهم من تتعامل معهم وتقدم الخدمات لهم أو من ترتبط بعلاقات معها .
وكون العلاقات العامه بحر من التفاصيل ومن أهم الإدارات التي تركز عليها الموارد البشرية على مستوى العالم فان هذا المقال يركز على جزئية المهام التي تقوم بها إدارات العلاقات العامة لضمان تحقيق السمعة الطيبة للجهة التابعة لها .
على سبيل المثال عندما يكون هناك مشاكل خدمية أو غيرها في مجتمع ما ويكون هناك جدل وغضب حيال هذه الخدمة ويتصاعد الحديث عن القضية في أوساط المجتمع نجد أن وسائل الإعلام تهتم بهذه القضية وتبحث عن أسبابها وبالتالي تقوم بالتواصل مع الجهة المنفذة للخدمة عن طريق إدارة العلاقات العامة التي تتلقى خطاب من الصحفي يطلب فيه رأي الجهة عن القضية المجتمعية.
من هنا تبدأ إدارة العلاقات العامة في المنشأة عن طريق قسم الإعلام بالتواصل مع الجهات والإدارات ذات العلاقة لديها بالمنشأة لأعداد رد حول القضية .
وبعد تسليم الرد والذي عادة يكون دبلوماسي بدون حقائق واضحة أو اعتراف بالمشكلة يتم مراجعته من قبل الادارة العليا والتي قد توافق على الرد على استفسارات الصحفي مع تعديلات أخرى تراها أو أن ترفض الرد ويحفظ الموضوع وهذا يحصل كثيرًا فهناك إدارات لاتهتم بالرد على وسائل الإعلام بتعليمات من قياداتها العليا التي تعتمد المركزية واخفاء ماقد يشوه سمعتها .
وكوني أحمل مؤهل (علاقات عامة) ومستشار علاقات عامة بعد نحو ٣٠ عامًا من العمل في حقل العلاقات العامة أنا ملم بتفاصيل ما أتحدث عنه .
وأعترف أنني شخصيًا من خلال عملي في ثلاث جهات في إدارة العلاقات العامة لم أكن مع زملائي أصحاب قرار كموظفي علاقات عامة لذكر الحقيقة في التقارير والردود الإعلامية في بعض التوضيحات والتعقيبات التي نرد فيها على تلك الوسائل.
وحقيقة لابد أن تذكر أن هذا الواقع هو قدر محتوم في إدارات العلاقات العامة ونادرًا ماتجد من يقول الحقيقة إذا لم تكن تخدم أهدافه ومصالحه وهم للأسف كثر ، ولكن هناك فئة تتولى الأمور بشجاعة وتعترف إن كان هناك اخطاء وتوضح الحقائق.
وختامًا أشير إلى أنني عملت كمراسل صحفي (متعاون) بعدد من الصحف وكنت كغيري من الزملاء أخاطب جهات وشركات حول قضايا تتطلب تضمين ردهم للتقرير الصحفي من أجل إبداء رأي الطرف الآخر وكان هناك من يرد بوجهة نظره وهذا كما ذكرت من فصيلة الشجعان وهناك من كان يرد بدبلوماسية وآخرون كانوا غير متجاوبين ولايردون نهائيًا وتهميش طلبات الإعلام.
ويمكن أن اختم هذا المقال بأن إدارات العلاقات العامة بنسبة كبيرة تعمل على حجب المعلومة عن الرأي العام والإعلام بردود دبلوماسية وحقائق وهمية ويسعون لقلب الطاولة وتغليط الغير على حساب تبييض وهمي لصور منشآتهم ومسؤوليها.
عبدالله آل غصنه